viernes, 14 de febrero de 2025

 

القاهرة لاسترجاع مقامها ماهرة

مدريد : مصطفى منيغ

الاحتمال البشري طاقة والأخيرة تحريك قوة وهذه متى قَرُبَت على الاستنفاد يتم توليدها تلقائيا (باللجوء للراحة) من جدِيد ، العملية تتمّ بدقة متناهية لكنها قابلة للفتور مع بلوغ مراحل العمر سنوات لم يعد فيها للشباب ما ميزها من توفر نفس الطاقة بالقدر المطلوب على وجه التحدِيد ، الاحتمال يشمل كل ارتباط مهما كان المقصود منه جسدياً بتشغيل العضلات أو فكريا بالأحاسيس جميعها بغير جعل أي منها بمثابة توسيد ، العقل وسط المعمعة يقارن بين الممكن وزناً وحَيِّزاً يشغله ومدة التطبيق الفعلي للمزمع الوصول اليه كهدف غير مُسَبِّبٍ لأي تكبيد ، والقلب رئيس ورشة يحن بمراقبة المشاركين انطلاقاً من الخلايا المتفانية في مهامها إلى التبليغ الحازم والفوري بأوان تجديد الطاقة العمود الفقري لذاك الاحتمال بالاستكانة للراحة التامة دون إطالة بمواجهة المخاطر تُعانِد . خلاف الاحتمال المُطبَّق على الدولة والمُفَسَّر أحياناً بالإرادة السياسية الخارجة عن المقاربة بالمقبولة منطقياً ، فعندها الاحتمال ليس بالضرورة التميُّز به من تلقاء ذاتها وحسب  بل هي اعتبارات إضافية المفروض أخذها بعين الاعتبار وخاصة في هذا العصر المجنون المشبَّه بامرأة أَسَنَّت ودون حياء تميد ، بما اعترى بعض الدول المتقدِّمة الزاحفة ليل نهار للسيطرة على مَن هم أضعف منها ذي الوضع السياسي المقارب للزهيد ، والاستحواذ على أرزاقها الظاهرة والمخفية تحت الثرى والاحتلال لمصِّ مقدراتها فتُصاب بالشلل الأكيد ، ولا يهمُّها إلا مصالحها الضيقة للغاية وتطبيق قراراتها المكتوبة وفق رغبات المؤسسات الدستورية عندها بالطرق السليمة التوطيد ، أو تلك الصادرة عن اجتهادات قادة اعتبروا أنفسهم فوق الحقوق البشرية المتعارف عليها منذ زمن تليد ، وما على الآخرين مهما كان موقعهم الجغرافي المُحدَّد بمكانتهم غير المؤهلة لأي مواجهة يقضيها الحفاظ على سيادتها من التَّشْرِيد ، إلاَّ الامتثال وكفَى للعقلاء تحديد الفوارق حتى لا يتعرَّض مَن يتعرَّض لما يحاول تكسير دَبَّابَة بمعولٍ لا يقدر على إبعاد ذُبَابَة إن صَحَّ مثل التَّفريد .

... جمهورية مصر العربية دولة كبرى بما لها من رصيد ، تاريخي لا يُقارن بأي سهولة أو صعوبة محتاجة لتَجْسِيد ، وما عليها من شعب أية في الصبر والكفاح المرير بشتى أنواعه من أجل البقاء على نفس المستوى العريق كالجديد ، من الكرامة والشرف والتشبُّث بالحكمة لمسايرة استمرارية المهمة الرامية لتعمير أرض الكنانة بما تستحق به الريادة في رفع راية السلام والأمن وحصانة التَّسيِيد ،  إلي ما شاء العلي القدير رب العرش العظيم سبحانه وتتعالى من يتعبَّده عن حق بولوج الجنة يستفيد ، هذه الدولة التي تحمَّلت ما لم تستطع تحمله دول عربية أو أجنبية أخرى لوقع تَحَدِّي خرقه لا يتم إلاَّ بالقَوِيِّ الشَّديد ، لتظل مرفوعة الرأس قائمة الهمة قادرة على تمثيل شيم الأحرار فوق حيزٍ حُر مهما كلفها ذلك من معاناة جسام ومنها حروب لم يروي التاريخ أكثر منها شراسة لا زالت من هولها تكابد ، أظهرت في الأخير أحقية مصر والمصريين فيما احتفظوا به رغم المؤامرات المحاكة للقضاء على أخر كلمة عربية مسموعة لحد الآن يُضرَ ب لها ألف حساب تُوضع أحيانا لدى العارفين بأقل الأسرار العسكرية خاصة في خانة التمجيد ، الرئيس الأمريكي ترامب يضعها بجرة لسان في وضعية ظن بها أن مصر ستقف عاجزة مرتعشة ولا مناص لها سوى تنفيذ رغبته التي تجاوزت حدَّ الاقتراح إلي الأخذ بها كإلحاح الصِّنْدِيد ، آخره تفاهم وما يرافق ذلك من عطاء أو تفاقم يعلنه رفض قاطع قد يساهم فيما لا يُحمد عقباه حسب تعليق إدارة أمريكية لم تعد تفرِّق  في بسط تدخلها بين الممكن انجازه عن المستحيل تطبيقه المساهم في فتنة تشمل جل المنطقة أو لاصطدام خطير داخلها يُعيد  ، لقد طلب الرئيس ترامب من مصر القبول باستقبال الفلسطينيين المستأصلين من ديارهم بالقوة لملء سيناء بهم عرضة للضياع والتشرد وانعدام إنصاف وإفساد قيم الاخلاق وضرب حقوق الإنسان بأحقر ما في الحقارة من حقارة وبالتالي سوء مصير وقطيعة مطلقة بين المنطقة العربية والسلام  كما لكل عدوٍ لها يريد .

... هنا الاحتمال فَقَدَ الرَّغبة على تَحَمُّلِ مثل الحَمْلِ الحَامِلِ حمولة نكسة في العلاقات الدولية والسبب الرئيس الأمريكي بفكرهِ كعازفِ مُنفرِد ، الغريب غرابة ظُلْمٍ مُغلَّفٍ بطيبةِ القَول عن تعاون لا خيار للمغلوب على أمره فيه شكلاً ومضموناً سوى انحناءة خاصة بالعبيد المرشوشين في عز الشتاء بالماء المُثلَّجِ البارِد .  فَقَدَ الاحتمال لدى مصر الدولة على المضيِّ قدماً في تلك الرغبة عن قوة وليس عن ضعف إذ مصر مكتوب عليها البقاء صامدة صمود الأقوياء البواسل عن صلابة عوامل وليس التظاهر بموقف النكساء البائعين أي شيء لدولة عظمى بالمجان المهم أن تقبل وترضى دون شرط أو قيد أو ما يجعل المعني للغضب عنه بأي امتثال أعمَى يُطارِد ، وإن كان المَبْيُوع يلاحق بلعنته البائِع إلى يوم النشور والدين حيث لا جاه ينفع سوى ما قدّمته من معروف كل يد بها صاحبها بالسعادة المُثلَى يستفرِد ، فالشعب الفلسطيني ليس سلعة تجرُّها إسرائيل داخل عربة أمريكية لسوق سيناء المصرية كأكياس معبأة بالتهديد مِن خلفها مَن بداخلها يَهْرِد ، هكذا وفي واضحة النهار وأمام ضحكات المَضحُوك عليهم حقيقة أكانوا من الشرق القريب أو الغرب البعيد للمشاركة في ذات الفرجة متوارِد ، ومصر الفخامة والعظمة مطأطأة الرأس منكسرة الخاطر تستقبل مثل المهزلة فوق جزء عزيز من أرضها وكأنها ربع نجمة ملحقة بالعلم الأمريكي المرفرف فوق المنطقة العربية لشرق أوسط قد يتحول ليسار معادي اليمين كيفما كان وتحت حماية أي كان على قوته الرادعة معتمِد وبتطوير هيمنة الباطل المتمرِد . مصر العروبة الحقيقية أكبر من هذا بكثير ومَن يتخيَّل أنها ماضية لتطبيق ما يُرَوَّج في الموضوع فهو جاهل بمصر الدولة والأمة وعليه مراجعة مَن أوهموه بذلك ليورطوه فيتوه خلف دوامة يجد نفسه فيها الخاسر المقذوف به خارج دنيا العقلاء وحيداً المُنطرِد .

الولايات المتحدة الأمريكية أكثر الدول انطلاقا من ضخامة وكفاءة جهازها المخابراتي المختص الأقرب إلى "البنتاغون"  ذاك المأخوذ برأيه مرجعاً موثوقاً بما يتضمَّنه من معلومات لا غبار عليها  في إصدار قرارات يتبعها التنفيذ مباشرة بعد إتمام إجراءات مؤسساتية لا بد منها كما تقتضيه الديمقراطية الأمريكية الملتزمة باحترام الدستور مهما كانت القضايا المعروضة لتَدَخُّل الدولة بما تملك  مِن قدرات دبلوماسية تغطي بوجودها التمثيلي المميَّز كل عواصم دول العالم  وإمكانات حربية متمكنة لها من الأسلحة التدميرية ما ليس لغيرها ومِن القواعد العسكرية الكثيرة غير المعروفة للعامة والقليلة المغروف للخواص المعنيين المباشرين للأمر لسانهم للصمت عما ذُكِر يستَرِد ، الولايات المتحدة هذه أعلم بما تتوفر عليه جمهورية مصر العربية بما يجعلها قادرة على تربية إسرائيل وجعلها لا ترفع الصوت والكبار يتكلمون ليس بالسلاح وحسب ولكن بما يزيد عن المائة مليون من المصريين المتحولين ساعة الجد إلى جنود فداء الوطن الممزوج حبه في أفئدتهم دون حاجة لاختبار إن كان مثل الادعاء مجرد انحياز عاطفي أو شهادة صادرة عن مهتم بالشأن المصري المسافر مثلي حيث العينات البشرية الأساس في تكوين عقلية المجتمع المستقرة يومه كالغد وليس بينهما يفرِد ، على التضحية مهما بلغت حدتها المهم أن تبقى مصر هي مصر كما تحب وتتمنى وتطمح وتريد بوفرة الصادرات وزكية الموارِد ، الولايات المتحدة الأمريكية مدركة لمثل الحقيقة ولها في حرب أكتوبر المجيدة ما تجعله مقياس عدة محاولات لكسر ذاك الالتحام القائم بين الدولة وكل عناصر تواجدها التي تزداد مناعة كلما تعرضت مصر للمخاطر أو أي احتمال مشكوك فيه وارِد . ولولا هذه المعرفة المترتِّب عنها احترام مصر ، لتم تمزيقها لأكثر من شريحة حتى يسهل علي الدخلاء العربدة في مفهومها الصحيح وسط الشرق الأوسط دون استثناء وبلا حارِد .

بحكم موقعها محصورة بين أربع جهات تعيش حالة اضطرابٍ واقتتالٍ وعدم استقرار ممَّا يجعلها على يقظةٍ تامة واستعداد دائم لحراسة حدودها الممتدَّة على طول 2650 كيلومتر1280 منها مع السودان و1115 مع ليبيا و265 مع فلسطين / إسرائيل  زد على ذلك ما يهددها كسدِّ النهضة الأثيوبي  دون إغفال التوتر القائم على البحر الأحمر ، موقع لا تحسَد مصر عليه يجعلها مفكرة في تطوير ما يجعلها في مأمَنٍ لا يقيم للوقت عينات استنتاج آني أو مستقبلي  أو ما شبه ذلك من اجتهادات افتراضية لا غير بل التأكُّد أن كل لحظة مرَّت قد تتبعها أخرى تفجِّر ما ظل هادئا مُشار إليه أحيانا بشبه الاستقرار ، لأنها مواقف سياسية قد تتحكَّم في الإبقاء على الحالة كما هي أو شمولية معركة تتصاعد بكل أصناف الويلات تحرق اليابس والأخضر ، أساسها الحياة أو الفناء بين أطراف أبعد ما كانوا على توافق اللهم ما يحقِّق النزر القليل من مصالح أي منها كاختيار ، ومصر مستحمِلة حاملة العبء الأكبر ، في صمت ظاهريّْ يغلي كلاماً داخلياً مبطَّناً بالغضب عن انعدام حلول تضمن الخروج من بعض المؤثرات البالغة الحساسية بالمُبتغى الأيسر ، لكن الموجود أحْكَم مِن غيره المتطوّر للأسوأ  المُسَجَّل بكل المُسبِّبات الموضوعة للحظةٍ ما لدَى أجهزة دولة عظمى تحتفِظ على استعمالها تَحَسُّباً لفرض كلمتها مهما كانت جائرة على مصر لتكسير مقامها في منطقة مطلوبة لتغيير جغرافيتها السياسية من أجل سواد عيون إسرائيل وما وراءها من أطماع المُخَطِّطِ للوقائعِ كلها الأدْهَى والأمْكَر وبالتالي الأخْطَر ، مصر الرسمية بقدر ما قدَّمت من تنازلات لفائدة إسرائيل بضغط أمريكي تظل متمسكة بحقها في الوقوف الاضطراري متى خصَّ الأمر تجاوزات لا يمكن السماح بها ومنها الغدر بالجار ،  الفلسطيني تحديداً وجرِّه لمصيدة الاقتلاع مما ملك من عراقة وأصالة ديار ، لم يقنع بما سلطَّ عليها من هدم وتدمير وخراب الاستعمار ، بل أرادت الولايات المتحدة الأمريكية أن تهديها فارغة بالكامل لإسرائيل كي تتوسَّع رغما عن أنف كل ما في العالم من أحرار ، وأن تكون مصر الدولة المشاركة الأساس في ذات المؤامرة المحفوفة من كل جانب بالعار ، بفتح أبواب سيناء لتصبح مأوى مَن تعاملت معهم الولايات المتحدة الأمريكية  كأنهم من صنف آخر ،  وليس كغيرهم مما تعرف الدنيا من بشر . ومصر الرسمية هذه لن تتصرف عكس رغبة الشعب المصري الذي ربط مصيره بالدفاع عن حقوق المظلومين من عرب امتد وجودهم من فلسطين الى الجزائر والمغرب الأقصى على مدار التاريخ الإنساني مَتَى طُلِبَ للاستِقراء حَضر ، متحملة حتى حرب العدوان الثلاثي التي أرادت بها فرنسا معاقبة مصر لمساعدتها الجزائر على الاستقلال ونزع ما دقته تلك الدولة الغربية من مسمار ، استعملته مدة 130 سنة لتعليق انتسابها لفرنسا كملحقة أبدية لا تتغيَّر. وما حظي به المغرب أيام كفاحه مطالبا بالتحرر من تعاطف قل نظيره أظهر به الشعب المصري العظيم أنه في قلب العالم العربي المدافع بما يملك وبدون مقابل وله في ذلك ما يكفيه حتى الآن شعوراً بالافتخار. الرئيس ترامب لن يتراجع حتى يرى مصر راكعة لمطالبه ومصر لن تتراجع عن موقفها بالرفض المطلق مهما واجهت الأخطر من الخطر ،ولن تكون وحدها ففي الأمة العربية لا زالت نخوة الشعور بالعزة والكرامة والدفاع عن الحق قائمة وقد تكون مناسبة سانحة ليعلم الرئيس الأمريكي إن صبر العرب لم يكن يوما عنوان ضعفهم بل الحرص على السلام والأخذ بالتي هي أقوم كحكمة قد تباركها الأقدار  ... القاهرة أعادت الإشعاع الوهاج الواصل ضوؤه البيت الأبيض لإسعافه من حالة ظلام أجتاحه بسبب بضع أفكار ، طرقت مخ حاكمه مترفعا بها عما هو مضمون البقاء بأمر الخالق الحي القيوم ذي الجلال والاكرام أن لا حكم إلا حكمه ولا تغيير لسنة الحياة إلا وهو القاضي بها سبحانه وتعالى وليس غيره في الظاهر والجوهر . لقد كانت القاهرة بما سبق أكثر من ماهرة وغداً ستؤكد ما سَطَّرناه وبكل اللغات الحيَّة اًصدق الأخبار .

مصطفى منيغ

No hay comentarios.:

Publicar un comentario

Sin la cube , Irak está en la cima

  Sin la cube ,   Irak está en la cima Mustapha Mounirh   Los árabes han acudido en masa a Irak desde la antigüedad, y este era uno de...